نبتة الكافا للتخلص من الضغط النفسي والارهاق
الكافا مضاد ممتاز للضغط النفسي تدعى أيضا کاوه کاوه وباغونا وفقا للمنطقة التي ينتج فيها. ويشكل هذا النبات الآتي من جزر جنوب الهادىء صيدلية كاملة بمفرده. وينصب الاهتمام عليه في الغرب لخاصياته المضادة للضغط النفسي بشكل خاص.
نبتة الكافا للتخلص من الضغط النفسي والارهاق |
في غينيا الجديدة، في جزر فيجي أو في هاواي يستقبلك الأهالي حول شراب ساخن: الكافا، الذي يشكل علامة ترحاب وحسن ضيافة. في تلك المناطق، بشرب الناس الكافا منذ أقدم الأزمنة ويعلم الجميع أنه يولد حالة من راحة البال، يجعل الحواس أكثر حدة (السمع والبصر خصوصا) ويلطف المزاج. ولكن شريطة أن يستهلك باعتدال. لأن تناول جرعة كبيرة من الكافا، كما هي الحال بالنسبة للكحول، يؤدي إلى حالة شبيهة بالثمالة يتبعها نوم عميق.
مضاد للضغط النفسي والقلق
تنسب الخاصيات المضادة للقلق التي يتمتع بها الكافا إلى غناه بالكافالاكتونات : مواد تؤثر على القلق والضغط النفسي من دون المس بالتيقظ أو بالقدرة على التركيز مثلما يحدث عادة مع الجزيئات الكيميائية .
الأسطورة
في جزيرة العنصرة، تقول الأسطورة إن توأمين، أخ وأخته، كانا يعيشان وحدهماجزيرة مايوو (إلى الشمال من العنصرة). استاء الفتي، الذي كان يحب أخته حبا جما، عندما جاء عريس يطلب يد أخته للزواج. وخلال العراك الذي دار بينهما أصاب أحد سهام الغريب الفتاة فماتت. دفن الفتى أخته وقد استبذ اليأس بقلبه. وبعد أقل من أسبوع، طلع نبات مجهول على القبر . وكان الفتى يذهب بانتظام ليتأمل ويعود إلى نفسه عند قبر أخته وترك النبات ينمو. في أحد الأيام، اقترب جرذ فضولي من النبتة وأخذ يقضم أمام عينيه جذور الشتلة ولكنه سرعان ما وقع صريعا. حاول الفتي، الذي كاد اليأس أن يفقده عقله، أن يحذو حذو الجرذ وينتحر. ولكن، بدلا من أن يموت، استعاد الرغبة في الحياة. وعاد مرة تلو مرة إلى تناول هذا النبات وعلم الآخرين أن يستعملوه : وهكذا نشأ الكاوه او الكافا.
الدراسات السريرية
أثبتت تأثيرات الكاوه مرات عدة نتيجة دراسات سريرية. وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات، التي أجراها باحثون ألمان في تسعينيات القرن العشرين، خاصيات الكاوه المضادة للقلق، بما لا يرقى إليه شك. تناولت هذه الدراسة 58 مريضة تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامة ودامت 4 أسابيع. تناول بعضهم خلاصة الكاوه وبعضهم الآخر غفة (مادة لا تأثير الها) placebo. كانت النتائج درس نهاية كل أسبوع، ومنذ الأسبوع الأول، لاحظ الباحثون فارقة واضحة بين المرضى الذين يتناولون الكاوه (خفت القلق عندهم بشكل ملحوظ) والآخرين. وبمرور الوقت، أصبحت الفوارق أكثر فأكثر وضوحا. وفي نهاية التجربة، كانت الحالة العامة للمرضى الذين تناولوا الكاوه قد تحسنت بشكل واضح في حين أن حالة المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي قد بقيت على حالها. وظهر دراسة أخرى أجريت مؤخرة على فترة أطول (25 أسبوعة) أن للكاوه فعالية أكبر بكثير من الدواء الوهمي. أضف إلى أن الكتاب المتخصصين في هذا المجال تأكدوا من أن الكاوه لا يؤدي إلى أي تأثير مضر مشابه للتأثيرات التي تنجم عادة عن مضادات القلق الكيميائية (قلة التيقظ، تأثيرات على الهضم، على القلب). باختصار، يعمل هذا النبات كالمهدئات ولكن من دون أن يسبب تأثيرات جانبية مزعجة أو مؤذية. وتظهر الدراسات السريرية أن للكاوه تأثيرة ملفتة أيضا في حالات القلق غير الذهاني (الرهاب: رهاب الخلاء، هاب الانغلاق، إلخ). وقد أظهرت إحدى الدراسات أيضا أن الكافایین Kavaine يزيد التيقظ ويقوي الذاكرة، بخلاف الأدوية الكيميائية المستعملة عادة في حالات القلق.
نبات خالي من السمية
خاصيات الكاوه الأخرى
إلى جانب ميزاته المضادة للضغط النفسي، يتمتع أيضا الكاوه بخاصيات مضادة للألم ومرخية للعضلات، تفيد الأشخاص الذين يعانون مثلا من آلام الروماتزم. كما أنه واق للأعصاب ومضاد للفطريات وفعال جدا ضد التهابات الجهاز التناسلي البولي.
استخراج العناصر الفاعلة
في الأساس، كان تحضير الكافا يجري خلال احتفال طقسي: يتجمع رجال في شكل نصف دائري حول وعاء، ويمضغون جذور الكافا ثم يبصقون الجذر المهروس في الوعاء. يغمر الهريس بالماء الساخن أو بحليب جوز الهند. ثم صار إلى تصفية المزيج. لن تجد هذا الشراب بالطبع عندنا فالمحاذير الصحية تحول دون ذلك... ولكن يجب أن تعلم أن مضغ الجذر يسمح باستخراج العناصر الفاعلة بواسطة اللعاب، وهو أمر لا يستطيع تحقيقه النقيع البسيط؛ وذلك لأن العناصر الفاعلة الموجودة في الكاوه هي في معظمها غير قابلة للذوبان في الماء. في الوقت الحاضر، لم يعد بإمكاننا إيجاد الكاوه في أوروبا. لماذا؟ لأنه قيل إنه سبب حوادث خطيرة في سویسرا. على أنه، على مدى آلاف السنين، لم يسبب أي ضرر على الإطلاق في أوقيانيا ... والواقع هو أن المواد المذيبة التي استعملها أحد المختبرات السويسرية لاستخراج عناصره الفاعلة قد تكون السبب الكامن وراء هذه الحوادث، فيما يبقى الكافا نافعة وغير مضر. إننا ننتظر إذن بفارغ الصبر عودته إلى الصيدليات ومحال المنتجات الصحية، بعدما تكون أوروبا قد أعادت له اعتباره كنبات طبي وأزالت جميع الشكوك التي لا مبرر لها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق